لله دره صاحب قول وفعل

أواه... يــالــيـل

آه.. كم هي قاسيه تلك الأيام.. وكم هي موحشة تلك الليالي..
ليالٍ عز فيها الأنيس. وبعد فيها القريب... واستوحشت النفوس
حتى من جسومها خلى القوم بيننا وبين عدونا وأسلمونا له كما تسلم الضحية لجزارها..
ليل أطبق سواده... فلا ترى للنور بصيصاً
ولا للسواد من إسفار..
الاساد متعبة... منهكة.. جريحة.. مقيدة.. والعدو يطلبها حثيثاً يحشد لها..
كل قدراته وطاقاته.
تلتفت يمنه ويسره لعلك تجد من يأخذ بيدك ومن ينير لك دربك في هذا النفق المظلم
أسأل كل غادٍ ورائح.. هل رأيتم طوالع البعث والاحياء..
هل سمعتم حمحمه الخيول... وصليل السيوف.. وزلزله التكبير..
ولكن لا مجيب فأرجع لنفسي فأقول:
بقلب جريحٍٍ مكلوم وعين دامعه حَرّى ولسان كليل. أين أمتي.؟..
أين قومي أين أسود الشرى وأين شباب محمد ؟.. ياليت شعري..
ماذا عسانا ان نفعل أمام هذا السيل الجارف من اليهود والصليبين و
أذنابهم من المرتدين وكيف لنا ان نوقف هذا المد الزاحف ليجتث بقية الخير في أمتنا الجريحة
ياليتني كنت سدّاً منيعاً لاوقف زحفهم ياليت معي اسود محمد لنبدد ليلهم ونبيد خضراءهم... ونرجع البسمة الى شفاه ام ثكلى وأب مكلوم وزوجه أسيفه وابن يتيم واخت شفوقه.
ماذا عسانا نصنع لحره دنس عرضها علج خؤون، ولطخ شرفها نجس حقود.
أختاه في وادي الحزن والقهر... إبكي لعل البكاء يخفف عنك خطيئة الاثيم فليس خلف الجبل من فارس نجيب ولا من معتصم مجيب. أختاه لقد أذال بنو قومي الخيل ووضعوا السلاح وقالوا لاجهاد... فلا تنتظري منهم القدوم فما عاد بنو قومي يحسنون غير العويل والنواح اختاه ياليتني أملك الرجال والحديد.
ياليت بي قوة أو آوي إلى ركن شديد.
أختاه أتوسل اليك ألا تصرخي فصوت صراخك قد فتت فؤادي..
ومزق أوصالي، فإن كنت لابد فأخفضي أنفاسك وأخفي دموع جفنيك..
رحمة بي وبأخواني..
فإني الان أمر بالقبر فأخاطب صاحبه: ياليتني مكانك موسدا.
أي ماء يغسل عارنا؟.
بل أي دماء تطهر ديارنا ؟... ياويلنا أعجزنا أن نواري سوءات إخواتنا...
ويلك يا أمة السيف .. فإن السيف قد نبا.. ويلك يا امة الشرف فإن الشرف قد مضى..
ويلك يا أمة العز فإن العز قد عفا.
رباه.. رباه.. ماعدت أطيق الحياة..
رباه.. رباه.. إني في حال لاتحسدني عليه الشياه...
رباه.. رباه.. ماعدت اسمع اصوات الحداة..
أتأمل مطرق الرأس حزينا مشفقا.. فإذا صوت يشق السكون ويبدد الهدوء إنه صوت الكفاح.... إنه صوت إخوة العقيدة والسلاح
أُخيَّ.. أُخيَّ.. إنهض فإن العدو أقبل تحت العجاج ولابد من مغادرة المكان..
فمسحت دمعة ساخنة سالت على خدي او قمت أمشي متثاقلاً كأني كهل اثقلته تبعات الخزي والعار متمتما.
لا والله لن نتركها لهم
ولا والله لن يروا منا إلا مايغيظهم ..
فإن مراغمه هؤلاء الطواغيت من أقرب القربات إلى الله..
لا صلح لا التقاء لا انصاف حلول
لا أصلح الله منا من يصالحكم
حتى يصالح ذئب المعز راعيها
والصوت يعلو شيئاً فشيئاً
أُخيَّ.. أُخيَّ.. أسرع فأحث الخطى صارخاً...
سأثر ولكن لرب ودين..
وأمضي على سنتي في يقين ..
فأما إلى النصر فوق الأنام
وإما إلى الله في الخالدين.

[/b]

[/size][/i]