يبذل الآباء قصار جهدهم في تربية أبنائهم وتنشئتهم التنشئة المثالية التي يحلم بها أي أب أو أم وتتمثل في أن يروى أبنائهم في المستقبل القريب هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين, ويلعب المسجد دور مهما في ذلك حيث تشكيل الوجدان وتعزيز الأخلاق ورسم السياسات الاجتماعية, وتأتي المدرسة أيضا لتقوم بدور كبير كضلع ثالث مهم وبناء لتشكل العقول وتبني الأنفس على الإيمان العقول على العلم والجوارح على الأخلاق.
اجتمعت على أن تكون معاول بناء وتعمير ونهضة, جهود جبارة تبذل طوال اليوم في سبيل التربية, والتربية كتعريف هي التدرج في الوصول إلى الكمال. وهو غاية مايتمناه أي إنسان طال الزمان أو قصر لا سيما مع فلذات أكبادهم ومن يقعون في ولايتهم ا وتحت مسؤوليتهم.
ولا كن كل هذا المجهود الجبار تضل في مهب الريح في ضل ما يرمى أمام الأبناء والبنات من مختلف الأجيال والتوجهات من إعلام يخلط السم بالعسل ويتدرج معنا في نزع الحياء في حياتنا والأخلاق عن واقعنا والقيم عن بيوتنا وضرب كل ماهو نقي و طاهر في حياتنا التي وضعت من شعار الأخلاق أولا دستور مقدس أمام أعين الجميع لايمكن أن يتنازل عنه احد ..
يترك الجميع في البيوت أمام الشاشات لساعات طوال يغوصون في بحر من الظلمات بعيد عن التوعية والتوجيه واختيار المناسب ونبذ وإبعاد كل ما هو غير مناسب ومحل تحفظ !!
إنها ثقافة مهمة يجب أن تحل , ووعي بناء لابد أن يرسخ لدى الجميع حيث نطعن من الظهور ونحن نتبسم بكل سذاجة ونلتهم السم بكل نهم ونقول المزيد المزيد يا طاهي الثريد !!
ومن هذا المنطلق فلا بد من ربط حزام الأمان على عقول تربت على الطهر وغزاها العهر و على أفئدة تربت على السمو وغزاها السم من حيث لا تعلم.
يتابع أبنائنا يوميا أخر تقليعات هيفاء وهبي وكليبات نانسي عجرم ومغامرات اليسا وأخبار الابن الغير شرعي للميس من يحيى باهتمام بالغ وتركيز شديد وإعجاب لايفسر !!
يستمدون الحكمة الأخاذة من تجربة يسرى والنصيحة الصادقة من الهام شاهين والرؤيا الثاقبة من ليلى علوي والفتاوى الشرعية من فيقي عبده التي أفتتت بجواز الرقص الشرقي وصدقت فتواها من مجمع البحوث العلمية والإفتاء بشارع الهرم !!
تعلموا من عادل إمام أن تدخين سيجارة هو علامة الانتصار, ومن نور الشريف كيف يهرب من واقعة المظلم وظروفه الصعبة بتناول الخمور وأصناف الكحول كمخرج للمأزق ونهاية للازمة !!
تعلموا ومن اللمبي ادمان الحشيش واحتراف المخدرات واقتران خفة الدم والنكت بشخصية المحششين !!
تعلموا من حسين فهمي كيف أن امرأة واحدة لاتكفي, لاتكفي العاشق المتيم , فلابد من زوجة في النهار وعشيقة في الليل !!
وقس على ذلك الهزل واللعب على الذقون والنقش السلبي المنحرف على العقول فالأسماء انفت الذكر أصبحت بقدرة قادر قدوة المجتمع و رموز النجاح واصحاب التجارب التي لابد أن تحتذى وان تكتب بماء الذهب وبمداد من نور !!
إن العقل كما يقول احد العلماء كالحقل فزرع فيه ما أردت أن تأكل من ثماره في المستقبل,
إن كان خير فخير وان كان شر فشر.
انه الواقع الذي نصنعه نحن ولا يصنعه غيرنا وكما يقال بيدي لا بيد عمرو,
و.يجب أن نضع كل هذه التجليات محل اهتمام ومتابعة الجميع فالكل مسئول والكيس الفطن من بادر الأمور قبل أن تبادره وكان فعل قبل ن يكون ردة فعل.
إن الخيارات التقنية تسمح لنا يأختيار الأصلح والأنفع من كل ما يبث ويعرض ومنع ما لا يغني ولا يسمن من جوع من الدخول إلى بيوتنا واختراق طهارة عيشنا ورقي مسلكنا وضربنا في مقتل لا يخفى على صاحب علم أو دراية وهنا يضل القلق الايجابي على أجيالنا القادمة ومن يقعون تحت لواء حديث المصطفى كلكم راعي وكلكم مسؤول عن رعيته مطلب ملحا وأمر هاما, وهنا يقع البعد الذي يغفل عن الكثير من الأحبة الذين يهدمون حياتهم وحياة أبنائهم بإطلاق عنان الريموت لكي يحلق في كل سماء بلا سقف أو حاجز.
ولا يقومون بواجبهم التوعوي والإرشادي تجاه الآخرين ويكتفون بدور المتفرج السلبي والذي سلم بالهزيمة ورفع العلم الأبيض
وقال أنا ومن بعدي الطوفان !!
إن الواقع لدينا يدق نواقيس الخطر في تهاوي المعايير الأخلاقية والقيمية في مجتمع قال قائده ورسوله ونبي الرحمة فيه إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق .
فتأملوا معي رسالة سماوية اختير لها آخر الأنبياء والرسل يكون شعارها الأخلاق أولا وهذا دعي بناء أن نفهم أن صمام أمان المجتمعات هي الأخلاق وإذا نزعت الأخلاق عمت الفوضى وضاع الناس تحت الأقدام وأصبح المجتمع ذا طبيعة حيوانية بحته لا عقل ولا منطق وإيمان
ناقش البرلمان البريطاني عام 1984 قانون السماح ببداية الاستقبال البث الفضائي في المملكة المتحدة
وخلصت المناقشات أن المجتمع البريطاني غير جاهز حاليا لاستقبال هذا المزيج المختلف من الثقافات رغم انه مجتمع منفتح منذ عقود وخلصت توصية مجلس العموم إلي تأجيل بداية البث الفضائي إلى عام 1988 وتهيئة الشعب البريطاني عن طريق المدارس ووسائل الإعلام وتوعيته بتأثير هذا البث والحث على التمسك بالثوابت العامة والسمات الأساسية للشخصية البريطانية.
إنهم يعلمون أن الإعلام يستطيع أن يقلب الحق باطلا والباطل حقا والفضيلة رذيلة والظالم مظلم, فعملوا على التهيؤ والاستعداد على المستوى الوطني لذلك الضيف الجديد.
وعليه فأنه لابد لنا من إعطاء هذه الأمور جانبا من الاهتمام والمتابعة والرصد المباشر, لكي نتجنب الانزلاق في بحر لا شاطئ له الداخل إليه مفقود والخارج منه مولود, ويستوجب ذلك وضع الأمور في موضعها تحت السيطرة وإعلان السيادة على الذات أولا وأخيرا, بعيدا عن تقديم أي تنازلات أخلاقية أو فكرية أو عقائدية مهما قلت أو كثرت, فأعظم النيران هي من مستصغر الشرري.
إنها مسؤولية الجميع بلا استثناء ولا يوجد احد خارج دائرة المسؤولية
فصمام الأمان بأيدينا ونحن من يقرر كيف نحمي أنفسنا ونصون من نحب.
محبكم / سلطان بن عبدالرحمن العثيم