ســـنــوات الــــضــيـــاع‎

ســـــنـــــوات الـــــضياع

كتب: محمد اليتامى

إن وسائل الإعلام تلعب دوراً هاماً في تبادل و نقل ثقافات الشعوب، سواء أكانت هذه الثقافات على الصعيد الحضاري أي تاريخ و تقاليد الشعوب أو الإنساني أي ما يرتبط بمبادئ الأخلاق ، بل و أصبح لها دور أساسي في المجتمع ، و الأدوار التي تعلبها وسائل الإعلام إما أن تكون بنائه فتصلح وتبني المجتمع على المبادئ والعادات الحميدة ، أو هدامة فتهدم المعتقدات والعادات و تقاليد المجتمع .

فنحن مجتمع إسلامي ، شرقي ، عربي لنا عادات و تقاليد ، و عند الرجوع للتاريخ سنجد أن هذه العادات و التقاليد التي تربوا عليها أجدادنا هي التي أصلت القيم و المبادئ عندنا ، و لا مانع من أن نستفيد من المجتمعات و الشعوب الأخرى بما هو مفيد و لا يتعارض مع مبادئنا و قيمنا التي كنا و لازلنا نحافظ عليها .

و لكن مع الأسف هذه المبادئ و القيم باتت مهددة، و أصبح إعلامنا بكل وسائلة هو السبب بنقل هذا التهديد، ويمكنني تشبيه مجتمعنا " بشراع السفينة " يتحرك مع هبة الريح، فهناك عامل خارجي يتحكم به و يعمل على تحركيه ، و الأغلبية من أفراد المجتمع مع الأسف تأثروا من هذا التوجه الخطير.

أما عن سبب كتابتي لهذا الموضوع هو المسلسلان التركيان الشهيران (سنوات الضياع ) و (نور) المد بلجان باللغة العربية ، والذي يتم عرضهما في إحدى القنوات العربية، و أصبح هذه المسلسلات حديث الشارع ، بل و أصبحت هناك فتن عمت المجتمع بسببها ، وهذا ما قرأناه بالصحف و المجلات عن حالات الطلاق و غيرها من المشاكل الأسرية ، والسبب في ذلك بسيط ألا و هو أن هناك عادات و مبادئ دخيلة على مجتمعنا، دخلت من نافذة وسائل الإعلام و باسم الانفتاح و الحرية، و الكثير تأثر عاطفياً من توجه هذه المسلسلات ، و أصبحت أحداثها محل اهتمام أغلب الناس ، بل أصبح متابعاً من الصغير قبل الكبير ، ومن المضحك أيضاً أنه أصبح متابعاً من الغير الناطقين باللغة العربية ، و تنافست الشركات في الإعلانات بين فواصل هذا المسلسل.

رمضان على الأبواب، و شركات الإنتاج الفني الآن في قمة الموسم، حيث أنها تجتهد بإنتاج اكبر قدر من المسلسلات لهذا الشهر، و أصبحنا نستقبل الشهر الفضيل مع الأسف على نغم الوتر و القصص العاطفية و الكوميدية ، بدلاً من العمل الصالح.

فبعض وسائل الإعلام ربت لنا أجيالاً هجرت المساجد و المصاحف ، أجيالاً تترقص على النغمات الصاخبة ، ألا وأسفا على الدين ، ألا وأسفا على الرجولة ، أقسم بالله العظيم أن مجتمعاً يتربى على مثل هذا فلا خير فيه و لا يرتجى منه يوماً أن يغار أو يفزع لعاداتنا ومبادئنا الإسلامية .

قال أبن مسعود رضي الله عنه " أنتم في زمان يقود الحق الهوى و سيأتي زمان يقود الهوى الحق"

فنعوذ بالله من ذلك الزمان ، فنحن و الله فيه إلا ما رحم ربي ، فنحن و الله فيه إلا ما رحم ربي

اللهم إنا نسألك أن تدمر و تنتقم من يسعى لمحو الفضيلة و الأخلاق في أمتنا

[/size]