وًلـًـدُ شــًُـيــُوخُ مشرف قسم
عدد المساهمات : 202 تاريخ التسجيل : 11/02/2009
| موضوع: ~*¤ô§ô¤*~ " رحلة سليلة الأزد مع الغناء >> ~*¤ô§ô¤ الخميس فبراير 12, 2009 12:27 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خير خلق الله المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. قال تعالى " وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ " وأقسم ابن مسعود رضي الله عنه أن المقصود بلهو الحديث هو " الغناء " وقال رسول الله عليه الصلاة والسلام " ليكونن هناك أقوام من أمتي يستحلون الخمر والزنا والحرير والمعازف " أو كما قال عليه الصلاة والسلام .. * * لابد أننا جميعا مرت علينا هذه الآيات والأحاديث ومنا من ردعته ومنا من مرعليها مرور الكرام دون تدبر في معانيها .. آثرت أن أكتب لكم قصتي مع الغناء لعلها تكون عظة وعبرة وخاصة في هذا الشهر الفضيل والذي هو فرصة لتغيير شخصياتنا إلى الأفضل وهجر مايغضب الله والقرب منه على الأقل ذراعا ليتقرب منا باعا وآثرت أن اكتب أو احكي لكم كيف بدأت رحلتي بعشق الغناء وانتهيت ببغضه وماكان ذلك ليكون لولا لطف الله بي وابتلائي بماكان سببا لهدايتي وبعدي عن هذا الطريق .. * * بداية كان مما أنعم الله علي به الصوت الحسن والذي أستخدمته في الخير في طفولتي وصقلته بقرآءة القرآن وترديد الأناشيد الدينية في الإذاعات المدرسية لكن ماإن وصلت لمرحلة المراهقة حتى بدأت تنقلب الفطر وبدأ إستخدامي لهذه النعمة فيما لايرضي الله ومن هنا بدأت رحلتي مع الغناء حيث كنت أستمع بشكل دائم لإذاعة إم بي سي إف إم وأقوم بتسجيل مايتردد عليها من أصوات نشاز وهذا حتى أتمكن من حفظ الأغنية ومن ثم ترديدها وإستمريت على هذا الحال طوال فترة المراهقة لكن الحمدلله أن الله عصمني في تلك الفترة من الوقوع في المصيبة الكبرى وهي إستخدام صوتي للغناء لشباب أو نشره في مقاطع بلوتوث أو على الإنترنت وماشابه من الأمور التي يندى لها الجبين حيث إقتصر غنائي على المحيط النسآئي فقط والمشكلة أنني كنت أعشق الأغاني الأجنبية أكثر من العربية وكلاهما سيء لكن الأجنبية أكثر سوءا حيث فاحش القول .. * * المهم حتى لاتملو كلماتي سأبدء في الفيصل والمهم في حديثي وهو الإبتلاء الذي مر بي وجعلني أحيد عن هذا الطريق بل وأبغضه أشد البغض والتغيير بدأ يحدث تدريجيا منذ دخولي للجامعة ففي بداية السنة الأولى كنت لازلت أسير على ذات الدرب دون إهتمام أو مبالاة أو حتى مراقبة لله بل كان مما يزيد من كبريآئي وغروري نظرة الطالبات والدكتورات وجميع طاقم الكلية لي بشكل جعلني أزداد إعجابا بنفسي وأسير في طريق الغواية والمشكلة أنني كنت أرى أحلام بل كوابيس تنذرني من القادم المر وسألت عنها مفسري الأحلام وكانوا يحذرونني من إقتراب الشياطين مني وتأكيدهم على تحصين نفسي والإبتعاد عما يغضب الله ولكن كنت أسمع من الأذن اليمنى وأخرج هذه الكلمات الوعظية من الأذن اليسرى على الرغم من أني كنت أتأثر كثيرا بقرآءة الكتب التي تحذر من الأغاني وكنت أتأثر بالموت لكن الغرور حال بيني وبين التوبة فعلى الرغم من أن الصلاة كانت من أوائل إهتماماتي ولم أكن أترك فرضا حتى صلاة الفجر كنت أحرص على أدائها في وقتها وعدم تأخيرها هي فقط صلاة الظهر كنت أضطر لتأخيرها فترة معينة لإن وقت المحاضرات كان مزحوم آخر النهار فلم أكن أجد فرصة لأدائها إلا عند رجوعي للمنزل والحمدلله أن الدراسة الدينية في الطفولة زرعت الكثير من المباديء عندي غير أن حب الأغاني والغناء كان بمثابة الإدمان والذي لم أكن أستطيع تركه ابدا إلى أن بدأت أحس بشيء غريب يحصل حولي خاصة مع بداية الفصل الدراسي الثاني في الجامعة حيث أن صدري بدأ يضيق بشكل كبير وأصبح الخوف والصداع يسيطر علي بشكل غير طبيعي وأنا كنت لوحدي مع أمي وأبي حيث باقي أفراد العائلة مابين متزوج أو يسكن في مكان آخر المهم أن حدة الخوف كانت تزيد مع الوحدة فأصبحت لاأرى في أحلامي غير الحيوانات التي تطاردني وأحيانا تهاجمني وأحس بتحركات غريبة حولي لاأتخلص منها إلا بتشغيل شريط قرآن بل حتى أني في الإجازة الصيفية بعد السنة الأولى من الجامعة لم يشفع لي وجود أخواتي بجانبي وفي نفس الغرفة التي أنام فيها فكانت تمر علي الساعات دون أن أستطيع أن أغمض جفني وأشعر بحر شديد يكاد يقتلني ويخرج علي الصباح وأنا بهذا الحال واستمر الوضع على ماهو عليه حتى مغادرة أخواتي لنا وبدأ السنة الدراسية الثانية وازدادت أزمة الخوف بل أشتد بشكل حاد جدا لدرجة أني كنت أمشي وأحس أن أحدا يتبعني فأصبحت أعاني من حالة خوف هستيرية تعصف بي في كل تحركاتي ولم أكن أستطيع أن أبوح لأحد مما أعاني منه سوى صديقاتي المقربات مني لإني كنت أعلم علم اليقين أن هذه بضاعتي ردت لي وأن هذا جزآء من أعرض عن ذكر الله وكان الأمر يزداد سوءا يوما بعد يوم أحلامي كانت كوابيس وقطط تهاجمني وكلاب وكنت في نفس الحلم أردد أذكار بصوت عالي وآيات من القرآن وأنا أبكي بل كنت أستيقظ على صوت نحيبي وبكائي أما النوم فكان بالنسبة لي أكبر معاناة ولسان حالي " كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون " فعيني لم أكن أستطيع أن أغمضها لإني أحس أن شخصا سيهاجمني إن فكرت مجرد تفكير في إغماضها ولم أكن أشعر براحة إلا بتشغيل شريط قرآن وأنام على كلام الله بل إني في الأيام الأخيرة قبل توبتي كنت أتعرض لإختناق أثناء نومي بمايسمى " الجاثوم " ولاأستطيع التخلص منه إلا بمحاولة اللف بقوة إلى الجهة الأخرى وكان يتكرر بشكل يومي بعد أن أصلي الفجر وأعود لأنام قليلا قبل الذهاب إلى الجامعة بل كانت تمر علي الليالي الطوال دون أن أنام واذهب للجامعة وأنا على هذا الحال وكان مما رأيته في منامي في إحدى الليالي أنني كنت خائفة من شيء في غرفة الضيوف ولم أكن أستطيع الدخول إليها من شدة الخوف وأختي وابنة أختي تحاولان دفعي لدخولها وتمسكان بملابسي وفي تلك اللحظة أخذت أردد في نفس الحلم " أعوذ بكلمات الله التامات التي لايجاوزهن بر ولافاجر من شر ماخلق وبرأ وذرأ ومن شر ماينزل من السماء ومن شر مايعرج فيها ومن شر مايخرج من الأرض ومن شر فتن الليل والنهار ومن شر كل طارق إلا طارق يطرق بخير يارحمن " وأثناء ترديدي لهذا الدعاء كنت أصرخ بصوت عالي وبعد أن قلته إرتحت وأرتاحت معي أختي وابنة أختي ووالله أني لم أكن أحفظ هذا الدعاءوعندما إستيقظت من النوم إنكببت على الكتب الصغار التي تجمع جوامع الدعاء وكذلك كتب الأذكار ووجدت الدعاء فيها ومن ثم حفظته وأصبحت اقرأه مرة في الصباح ومرة في الليل ورأيت مرة في منامي أني انظر إلى السماء فرأيت شيئا أسود يطير في السماء وقد ملأ الفضاء وعندما رأيته شعرت بخوف شديد وأردت أن أغلق الباب فلم أستطع ونزل هو من السماء ودفع الباب وكان منظره بشع شديد السواد لايرى منه إلا العينين البيضاء وعندما نظر لي قلت " سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر" فلم أرى في سواده غير بياض العينين إلا بياض أسنانه عندما إبتسم وتركني وخرج وسألت مفسر للأحلام فقال لي أنت تعانين من مرض فجاوبته بلا فقال احرصي على قرآءة الأذكار وحصني نفسك .. * * إلى أن جاء وقت الحسم وجلست مع نفسي برهة من الزمن وتذكرت قول الله تعالى " ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا " وتذكرت ايضا " وماكان الله ليعذبهم وأنت فيهم وماكان الله معذبهم وهم يستغفرون " ومن هنا بدأت بمحاسبة نفسي رويدا رويدا فتناولت بداية شريط " ألحان وأشجان " للدكتور محمد العريفي وأحسست بسفاهة الفنانين وسفاهة الغناء ثم استمعت بعدها لشريط " دمعة تائب " ايضا للدكتور العريفي ووجدت أن خلاصي الوحيد مما أعاني منه من خوف شديد عصف بي ودمر حالتي النفسية حتى الأكل كنت أعافه وكنت أعاف النوم وأعاف الوحدة كذلك هو العودة إلى الله وبدأت رحلة التغيير في شهر الحج فأخذت كل أشرطة الأغاني التي كنت أمتلكها وأخذت بتكسيرهاا ومزقت الشريط البني حتى لايستطيع أحد أن يعيد لها الحياة من جديد ومسحت كل أشرطة الفيديو التي تحتوي على فيديو كليبات وماشابه ورميت كل مجلات الفن والرذيلة إلى حيث مكانها المناسب "المزبلة" وعندها فقط بكيت بشدة بكاء لم أبكه من قبل وأحسست أني ولدت من جديد ومن ثم بدأت اقرأ في كتب السيرة وقصص الأنبياء وكأني لأول مرة اعرفها وأخذت أثقف نفسي دينيا شيئا فشيء وبالطبع هذا التغير صدم كل المحيطين بي وتعجبوا من هذا التغير المفاجيء من حب الغناء والرقص " حيث كنت أمارس هذه الهواية في المناسبات " إلى حب القرآن وسماع الأشرطة الدينية بل أصبحت في عرفهم متشددة بعد أن كنت مفلوتة كما نسميها .. * * ومما زاد من سعادتي بهذا التغير أن إحدى صديقاتي كانت تحبني بشكل كبير وتتأثر بي فعندما عدت للجامعة بحلتي الجديدة تغيرت هي معي على الفور وأخذت تنافسني في قرآءة الكتب الدينية وكل واحدة منا تتفلسف على الأخرى بمعرفتها لأمور الدين أكثر .. والحمدلله رب العالمين .. * * وعودا على بدأ فقد ذهب تغير شخصيتي بإحساسي بالخوف الشديد وبدأت أعالج نفسي بنفسي واقرأ سور معينة بشكل يومي وكنت أحرص على أذكار الصباح والمساء وزدت عليها بعضا من الأذكار الإضافية ووالله إن شعور الخوف أخذ في تلك الفترة يتلاشى شيئا فشيء وتغيرت أحلامي من كوابيس إلى أحلام عادية وطبيعية مثل باقي البشر حتى أنني تحلمت والله على ماأقول شهيد أنني أتصارع مع شيطان وغلبته .. * * وأخيرا طرحي لقصتي اليوم بالذات وفي هذه الفترة لعل أن يكون هذا الشهر بادرة خير على الجميع ليسارع كل منا إلى تصحيح مساره مع ربه ويراجع نفسه ولنعلم جميعا أن ماأصابنا من خير فهو من الله وماأصابنا من شر فهو من عند أنفسنا ونحن مخيرين لامسيرين إن إخترنا طريق الهداية فقد فزنا بإذن الله برضى الله وإن اخترنا طريق الضلال وطريق إختلف العلماء فيه دون تحكيم عقولنا فقد خسرنا خيري الدنيا والآخرة إلى أن يشاء الله واذكركم بالمقولة " الشقي من وعظ بنفسه والسعيد من وعظ بغيره " * * وأستغفر الله العظيم لي ولكم واسأله أن يعيننا على صيام هذا الشهر الكريم وقيامه وأن يجعلنا من المقبولين عنده .. وفي الختام فأنا أقسم بالله أن هذه القصة حدثت معي والله على ماأقول شهيد وكفى بالله شهيدا .. والسلام عليكم ورحمة الله .. | |
|