.
.
.
أستغرب كل الاستغراب من جيران المسجد, عتبة المسجد تبعد
عنهم 20 أو 30 متراً والمؤذن ينادي للعشاء والسهر في أوجه -
يأكلون ويشربون ويضحكون … ولا حياة لمن تنادي.
ما هذا
التساهل الغير مفهوم ؟ أيّ عقيدة هذه ؟
هل أصبحت الصلاة مجرّد (إسقاط واجب) ؟
هنالك من ينتظر موعد قدوم الصلاة حتى يذهب الى
المسجد ليصلي ويناجي ربه ويدعوه وحتى يشعر بلذة الايمان
وطمأنينة القلب وراحة النفس وهنالك من يتثاقل عن الصلاة كأنها
عظمة عالقة في حلقه وشتّان بين من تعلّق قلبه في المسجد وبين من
تعلّق قلبه بالسهر.
هذا الكلام عتاب لكل من يفرّط في حق الله عز وجّل ويظلم نفسه.
ما المانع من ترتيب أمورك وفق الأولويات ؟ من أهم عندك,
أن تستقبل الضيوف في بيتك أم أن تكون زائراً لله عز وجل في
بيت من بيوته ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم:
(من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد فهو زائر الله وحق على المزور أن يكرم الزائر).
الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام الخمسة وعمود الدين ومن أحب
الأعمال إلى الله عز وجل وأداؤها مع الجماعة من أوكد العبادات وأجل الطاعات
ومن أعظم شعائر الإسلام .......
لكن كثيرا من المنتسبين للإسلام يتساهلون في ذلك ولهذا التساهل أسباب ولعل
أهمها عدم معرفتهم ما أعد الله تعالى من ثواب عظيم وأجر جزيل لمن صلى
الصلاة في الجماعة .......
أولا : فضل صلاة الجماعة :
إن من فضل الله تعالى على عباده أنه جعل الثواب الجزيل على أداء الصلاة في
جماعة ويبدأ هذا الثواب من تعلق القلب في المسجد فالمشي إليه لأداء الصلاة فيه
مع الجماعة حتى يفرغ العبد من الصلاة ولا يتوقف الثواب عند هذا بل يستمر
حتى يصلي المصلي إلى بيته كما جعل الله ثوابا خاصا على أداء العشاء والفجر
والعصر مع الجماعة .
وسأذكر بعون الله تعالى في هذا المبحث
بعض ما ورد في هذا الصدد تحت العناوين التاليه :
أ – معلق القلب في المسجد سيكون
في ظل الله تعالى يوم القيامة :
مما يدل على فضل الصلاة في جماعة أن من كان شديد الحب للمساجد لأداء
الصلاة مع الجماعة فيها فان الله تبارك وتعالى سيظله في ظله يوم لا ظل إلا
ظله فقد روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ......)
وذكر منهم ورجل قلبه معلق في المساجد .....
يقول الإمام النووي في شرح قوله (ورجل قلبه معلق في المساجد) :
معناه شديد المحبة لها والملازمة للجماعة فيها وليس معناه القعود في المسجد .....
ب _ فضل المشي إلى المسجد لأداء الصلاة مع الجماعة :
بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن الخطوات التي يخطوها المرء المسلم إلى
المسجد أنها تكتب له فقد روى الإمام مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما
قال : أراد بنو سلمة أن يتحولوا إلى قرب المسجد قال : والبقاع خالية . فبلغ ذلك
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( يابني سلمة دياركم تكتب آثاركم ) حديث صحيح ...
فقالوا : ماكان يسرنا أن كنا تحولنا .....
يقول الإمام النووي رحمه الله في شرح قوله عليه الصلاة والسلام أي الزموا دياركم
فإنكم إذا لزمتموها كتبت آثاركم وخطاكم الكثيرة إلى المسجد ....
ومما يدل على فضل المشي إلى المسجد لأداء الصلاة فيه مع الجماعة أن الله تعالى
قد رفع منزلة آثار قاصد المسجد حتى أن الملائكة المقربين يختصمون في إثباتها
والصعود بها إلى السماء ودليل ذلك عندما سال الله تبارك وتعالى محمد صلى الله
عليه وسلم في نهاية الحديث بقوله : يا محمد هل تدري فيم يختصم الملا الأعلى ؟
قلت أي الرسول صلى الله عليه وسلم ( نعم في الكفارات والكفارات : المكث في
المساجد بعد الصلاة والمشي على الأقدام إلى الجماعات وإسباغ الوضوء على
المكاره ومن فعل ذلك عاش بخير ومات بخير وكان من خطيئته كيوم ولدته أمه )
حديث صحيح .
ولو لم يكن المشي على الأقدام إلى الجماعات من الأعمال الجليلة ما كانت
الملائكة المقربين يتخاصموا في إثباتها والصعود بها إلى السماء ....
كما أن المشي إلى الجماعات من أسباب ضمان العيش بخير والموت بخير فقد
جاء في الحديث السابق انه من فعل ذلك أي الأعمال الثلاث المذكورة في الحديث
ومنها المشي على الأقدام إلى الجماعات فقد عاش بخير ومات بخير فما أعظم هذا
الضمان ! العيش بخير والموت بخير ومن تعاهد بذلك ؟ هو الله الواحد الذي لا أح
د أوفى بعهده منه .......
وليس هذا فحسب بل جعل الله المشي إلى الجماعات أيضا من أسباب تطهير العبد من
الذنوب فقد روى الإمام مسلم عن أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال : ( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات....... )
وذكر منها ( وكثرة الخطا إلى المساجد ) حديث صحيح .
يقول الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله ( كل خطوة واحدة يرفع الله بها درجة وتحط عنه خطيئة
وتكتب له حسنه وهذه الزيادة الأخيرة ( حسنه ) في صحيح مسلم .
.
.
.
كما أن أجر الخارج إلى الصلاة المكتوبة من بيته لا داءها مع الجماعة متطهرا كأجر
الحاج المحرم فقد روى الإمام احمد والإمام أبو داوود عن أبي امامة رضي الله عنه
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من خرج من بيته متطهرا إلى صلاة
مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم ) حديث حسن .
الله أكبر ! ما أعظم اجر الخارج إلى المسجد وإذا كان أجر العظيم على الخروج
لأداء الصلاة مع الجماعة فكيف يكون الأجر عند أداءها مع الجماعة ؟
ومما يدل على فضل الذهاب إلى المسجد مابينه النبي صلى الله عليه وسلم من أن
الخارج إلى الصلاة ضامن على الله تعالى فقد روى الإمام أبو داوود عن أبي
امامة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( ثلاثة كلهم ضامن على الله عز وجل ) وذكر منهم ( ورجل راح إلى المسجد فهو
ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة أو يرده
بما نال من أجر وغنيمة )حديث صحيح ...
ما أوثق هذا الضمان وأعظمه ! وأي ضمان يمكن أن
يكون أوثق أو مثل ضمان الخالق القادر سبحانه وتعالى ...
وروى الإمام ابن ماجه عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ليبشر المشاءون في الظلم إلى المساجد
بنور تام يوم القيامة ) حديث صحيح .
وقال الطيبي في شرح الحديث ( في وصف النور التام وتقييده بيوم القيامة تلميح إلى وجه المؤمنين يوم القيامة في
قوله تعالى ( نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا ) ....
وأختم في هذه النقطة بحديث في فضل المشي إلى المسجد لأداء الصلاة مع الجماعة
مارواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( من غدا إلى المسجد وراح أعد الله له نزله من الجنة كلما غدا أو راح ) حديث صحيح ....
ج _ آت المسجد زائر الله تعالى :
ومما يدل على فضل صلاة الجماعة في المسجد ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم
( من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد فهو زائر الله وحق على المزور أن يكرم الزائر )
د _ فرح الله تعالى بقدوم العبد إلى المسجد لأداء الصلاة فيه :
ومما يدل على فضل الصلاة مع الجماعة في المسجد ما قاله الرسول صلى الله عليه
وسلم ( لا يتوضأ أحدكم فيحسن وضوءه ويسبغه ثم يأتي المسجد لا يريد إلا الصلاة
فيه إلا تبشبش الله إليه كما يتبشبش أهل الغائب بطلعته )
والبش كما يقول الإمام ابن الأثير هو فرح الصديق بالصديق .
ه_ فضل انتظار الصلاة :
ومما يدل على فضل الصلاة مع الجماعة بأن من جلس في انتظارها فهو في
الصلاة وان الملائكة تستغفر له وتدعو له بالرحمة فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ( لا يزال العبد في صلاة ماكان في مصلاه ينتظر الصلاة وتقول الملائمة :
اللهم اغفر له اللهم ارحمه حتى ينصرف أو يحدث ) حديث صحيح
ويقول سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله ( والملائكة تصلي عليه في
مصلاه قبل الصلاة في المسجد وبعدها مادام في مصلاه مالم يؤذ بغيبه أو نميميه
أو كلام باطل ومالم يحدث ) .
و _ فضل الصفوف الأولى وميامن الصفوف :
إن لصلاة الجماعة في الصفوف الأولى ولاسيما في الصف الأول فضلا عظيما
وقد بين ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث هذا الفضل ومنها :
قوله ( لو يعلم الناس مافي النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه
لاستهموا ) حديث صحيح .
وروى الإمام أبو داود عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ( وان الصف الأول على مثل صف الملائكة
ولو علمتم ما فضيلته لابتدرتموه ) .
يقول الشيخ احمد البنا في شرح قوله ( على مثل صف الملائكة ) أي في القرب من
الله عز وجل ونزول الرحمة وإتمامه واعتداله ...
كما أن الله تعالى وملائكته يصلون على الصفوف الأولى وميامن الصفوف فقد
قال النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول : ( إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول أو الصفوف الأولى )
كما قال عليه الصلاة والسلام : ( إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف ).
ز _ عجب الله تعالى من الصلاة في الجماعة :
ومما يدل على فضل صلاة الجماعة ما قاله الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام
في الحديث الذي رواه الإمام احمد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الله ليعجب من الصلاة في الجميع ) .
ح _ مغفرة الذنوب لمن صلى مع الجماعة بعد إسباغ الوضوء :
روى الإمام مسلم عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول ( من توضأ للصلاة فأسبغ الوضوء
ثم مشى إلى الصلاة المكتوبة فصلاها مع الناس
أو مع الجماعة أو في المسجد غفر الله له ذنوبه ) حديث صحيح .
ك _ فضل صلاة الجماعة على صلاة المنفرد :
روى الإمام البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه انه سمع النبي صلى الله
عليه وسلم يقول : ( صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بخمس وعشرين درجة ) حديث صحيح .
وفي الحديث الآخر الذي رواه البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع
وعشرين درجة )
وقد جمع بين هذه الروايات بأن حديث الخمس والعشرين ذكر فيه الفضل الذي بين
صلاة المنفرد والصلاة في جماعة والفضل خمس وعشرون وحديث السبع
والعشرين ذكر فيه صلاته منفردا وصلاته في الجماعة والفضل بينهما فصار
المجموع سبع وعشرين وقال الإمام النووي رحمه الله : والجمع بينها من ثلاثة أوجه
:
احدهما : انه لا منافاة بينها فذكر القليل لا ينفي الكثير.
والثاني : أن يكون قد اخبر أولا بالقليل ثم اعلمه الله تعالى بزيادة الفضل فاخبر بها .
والثالث : انه يختلف باختلاف أحوال المصلين والصلاة فيكون لبعضهم خمس
وعشرون ولبعضهم سبع وعشرون بحسب كمال الصلاة . وقال الشيخ الإمام عبد
العزيز ابن باز رحمه الله ( وأما التفاوت فهذا والله اعلم كان لعدم نزول فضل الزائد
إلا بعد الناقص فاخبر بخمس وعشرين ثم اخبر بسبع وعشرين والله اعلم ) .
وقد استدل القائلون بان صلاة الجماعة غير واجبه بهذه الأحاديث وان صيغة أفضل
تدل على الاشتراك في اصل الفضل ورد الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله على
هؤلاء بقوله : ( هذه الأحاديث تدل على فضل الجماعة وهذا التفضيل لا يلزم منه عدم
الوجوب فصلاة الجماعة واجبة ومفضلة فلا منافاة بين التفضيل والوجوب ومن لم
يصلها مع جماعة فصلاته صحيحة على الراجح مع الإثم )
.
..
.
.
ل _ الصلاة في الجماعة تعصم العبد من الشيطان :
فقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه الإمام احمد عن معاذ بن جبل
رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الشيطان ذئب للإنسان كذئب
الغنم يأخذ الشاة القاصية والناحية وإياكم والشعاب وعليكم بالجماعة والعامة )
ومعنى ذئب الغنم أن الشيطان مفسد للإنسان بإغوائه كإفساد الذئب إذا أطلق في قطيع من الغنم .
م _ زيادة فضل الجماعة بزيادة عدد المصلين :
فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إن صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته
وحده وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل
وما كثر فهو أحب إلى الله عز وجل ) .
ن _ براءتان لمن صلى أربعين يوما يدرك التكبيرة الأولى :
فقد قال معلم البشرية صلى الله عليه وسلم ( من صلى لله أربعين يوما في جماعة
يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان : براءة من النار وبراءة من النفاق ) .
فما أعظم هذه البشارة !!!!
ي _ فضل صلاة العشاء والفجر والعصر في جماعة :
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام
نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما قام الليل كله )
والمراد بقوله : أي ومن صلى الصبح في جماعة بعدما صلى العشاء في جماعة
فكأنما صلى الليل كله .
وقال عليه الصلاة والسلام : ( من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله فمن
اخفر ذمة الله كبه الله في النار لوجهه )
كما قال عليه الصلاة والسلام ( من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى
تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة ) حديث حسن .
وكذلك أن أداءها في وقتها مع الجماعة من أسباب دخول الجنة والنجاة من النار
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من صلى البردين دخل الجنة )
وقال : ( لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ) يعني الفجر والعصر ....
ومن الفوائد والفضائل العامة : أنها رمز لوحدة المسلمين وجمع قلوبهم واتحاد
صفوفهم فالرب واحد والنبي واحد والقبلة واحدة والهدف واحد وهو طلب رضا الله
وجنته والسلامة من عذابه وسخطه ....
كما يحصل التوادد والتعارف وذلك لان الناس إذا صلى بعضه مع بعض حصل
التعارف ومنها التوادد بينهم والتحاب .
كما انه فيها إظهار لشعيرة من أعظم شعائر الإسلام لان الناس لو صلوا كلهم في
بيوتهم ما عرف أن هنالك صلاة ......
كما أن فيها استشعار المسلم وقوفه في صف الجهاد كما قال تعالى ( إن الله يحب الذين
يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص )
فهؤلاء الذين صاروا صفا في الجهاد لا شك أنهم إذا تعودوا ذلك في الصلوات الخمس
سيكون ذلك وسيلة إلى ائتمامهم بقائدهم في صف الجهاد فلا يتقدمون ولا يتأخرون
عن أوامره .
هذا ما تيسر جمعه من فضائل الصلاة مع الجماعة ولعل ما ذكر فيه الكفاية والدلالة
على الفضائل الكثيرة العظيمة للصلاة مع الجماعة والله اعلم .
لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي ليرغب الناس في صلاة الجماعة
ولا يهتم بها بل كان صلى الله عليه وسلم اشد الناس اهتماما بها حتى في اشد الأحوال
وأصعبها وفيما يلي اذكر موقفين له :
أ _ قيامه بأداء الصلاة مع الجماعة في شدة المعركة :
فقد روى الإمام مسلم عن جابر رضي الله عنه قال ( غزونا مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم قوما من جهينة فقاتلونا قتالا شديدا فلما صلينا الظهر قال المشركون
( لو ملنا عليهم ميلة واحدة لاقتطعناهم )
فأخبر جبريل الرسول بالأمر فذكر لنا ذلك رسول الله قال : وقالوا
( انه ستأتيهم صلاة هي أحب إليهم من الأولاد )
فلما حضرت العصر قال : صفنا صفين والمشركون بيننا وبين القبلة
قال : فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبرنا وركع فركعنا ثم سجد فسجد معه
الصف الأول فلما قاموا سجد الصف الثاني ثم تأخر الصف الأول وتقدم الصف
الثاني فقاموا مقام الأول فكبر رسول الله وكبرنا وركع فركعنا
ثم سجد وسجد معه الصف الأول وقام الثاني فلما سجد
الصف الثاني ثم جلسوا جميعا سلم عليهم رسول
الله صلى الله عليه وسلم ).
ويتجلى اهتمام الرسول بصلاة الجماعة من عدة وجوه وهي :
1- أدى الرسول صلاة الظهر مع الجماعة أثناء قتال قوم من جهينة وكانوا قد قاتلوا
المسلمين قتالا شديدا .
2- أن الإطلاع على قرار المشركين بالإغارة دفعة واحدة أثناء تأديتهم لصلاة العصر
مع الجماعة لم يقلل من اهتمامه عليه الصلاة والسلام بها .
ب_ جهود النبي صلى الله عليه وسلم للخروج
لصلاة الجماعة في شدة المرض :
فقد روى الإمام البخاري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال : دخلت على عائشة
رضي الله عنها فقلت ألا تحدثيني عن مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قالت : بلى . ثقل بضم القاف النبي صلى الله عليه وسلم فقال : (أصلى الناس ) ؟
قلنا : لا . هم ينتظرونك
قال : ضعوا لي ماء في المخضب .
قالت : فعلنا .
فاغتسل عليه الصلاة والسلام فذهب لينوء أي ليقوم فأغمي عليه ثم أفاق عليه الصلاة
والسلام فقال : أصلى الناس ؟
قلنا : لا . هم ينتظرونك يا رسول الله
قال : ضعوا لي ماء في المخضب .
قالت : فقعد فاغتسل ثم ذهب لينوء فأغمي عليه ثم أفاق فقال : أصلى الناس ؟
فقلنا : لا . هم ينتظرونك يا رسول الله
والناس عكوف في المسجد أي مجتمعون ينتظرون النبي صلى الله عليه وسلم لصلاة
العشاء .
فأرسل النبي إلى أبو بكر رضي الله عنه بان يصلي بالناس فأتاه الرسول الذي بعثه
الرسول صلى الله عليه وسلم فقال : ( إن رسول الله صلى الله يأمرك أن تصلي
الناس )..
فقال أبو بكر رضي الله عنه : وكان رجلا رقيقا : ( يا عمر صل بالناس ) .
فقال له عمر رضي الله عنه ( أنت أحق بذلك ) ...
فصلى أبو بكر تلك الأيام .... الحديث ...
الله أكبر !! كم كان صلوات الله وسلامه عليه حريصا على حضور صلاة الجماعة .
يشتد مرضه فيغتسل ثم يغمى عليه فيفيق فيغتسل للمرة الثانية ثم يغمى عليه فيفيق
فيغتسل للمرة التالية . كل ذلك لعله صلى الله عليه وسلم يكسب نشاطا يمكنه بفضل
الله تعالى من حضور صلاة الجماعة في المسجد .......
.
.
.
.
.
.[center]