آلاف من قرود البابون تهاجم مزارع الهدا(صورة) صورة)

آلاف من قرود البابون تهاجم مزارع الطائف وتهدد الأهالي بعد إغلاق عقبة الهدا

المحافظة شكلت لجنة للنظر في شكوى السكان


القرود الجائعة تهاجر بحثا عن الطعام («الشرق الأوسط»)

شكلت محافظة الطائف لجنة لدراسة شكوى جماعية تقدم بها سكان الهدا في الطائف وملاك مزارعها ضد قرود البابون التي اتلفت محاصيلهم واخذت تهاجمهم بين حين وآخر على إثر اغلاق عقبة الهدا قرابة العامين والتي كانت متنفسها الوحيد والمكان الذي تحصل منه على الطعام من خلال المسافرين.
وكانت مزارع الهدا ومحاصيله ووروده مسرحاً صبت عليه القرود جام غضبها، حيث هاجمت مجاميع الورود والفاكهة الموسمية في حالة هستيرية سببت رعباً لأهالي المنطقة والسياح الذين وضعوا أيديهم على قلوبهم خوفا من هجماتها.

وقاموا برصد شكوى أشبه بالجماعية لمحافظ الطائف الذي شكل لجنةً لدراسة الموضوع ومن ثم تحويله إلى المركز الوطني لحماية الحياة الفطرية وإنمائها حيث عكف مجموعة من الباحثين والمختصين على دراسة تداعيات الإغلاق على قردة البابون.

وأوضح أحمد البوق المدير العام للمركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية بالطائف في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن مشكلة الاستئناس لقرود الرباح في السعودية تمثل مشكلة بيئية متفاقمة نتجت عن اختلال التوازن البيئي نتيجة لأخطاء بشرية أو لسرعة عجلة التنمية مع إغفال الأثر البيئي أو لأسباب طبيعية كالجفاف.

وأضاف أنها ظاهرة تتمثل في تحول المجموعات البرية من القرود إلى مجموعات مستأنسة معتمدة على الإنسان في تغذيتها بشكل مباشر على الطرق العامة وفي المتنزهات الجبلية أو بشكل غير مباشر عبر مرامي النفايات. واللافت ـ والحديث للبوق ـ أن الدراسات التي أجرتها الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها قبل بضع سنوات قدرت أعدادها في المملكة بأكثر من ربع مليون قرد تشكل 31 في المائة من المجموعات التي شملها المسح مجموعات مستأنسة مرتادة للمزارع والمتنزهات والطرق العامة ومرامي النفايات. وتابع: ربما تعتبر مشكلة استئناس القرود في منطقة الهدا واحدة من أقدم حالات الاستئناس في الجزيرة العربية، إذ إن الطريق الحجري الرابط بين الهدا ومكة المكرمة يرجع تاريخه لأكثر من ألف عام، حيث أشار «ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان» الى وجودها في المنطقة قبل بضع قرون.

وربط البوق بين تفاقم المشكلة والتغذية البشرية المقدمة لها على الطرق العامة إذ أكد أنها أحد الأسباب الرئيسية لحدوث وتفاقم مشكلة الاستئناس، مفيدا أنه ربما أدى إغلاق طريق الهدا الجبلي لأعمال التوسعة والصيانة إلى تحول تلك المجموعات لارتياد المزارع والمناطق السكنية في تلك المنطقة بشكل أكثر كثافة.

وكانت دراسة علمية أجرتها الهيئة في منطقة الهدا أثبتت زيادة اعتمادها على النباتات البرية عند انخفاض التغذية البشرية، إلا أن موجات الجفاف الأخيرة لعبت دوراً في تفاقم مشاكلها في منطقة الهدا.

أما الحلول العاجلة لمشاكلها كما أشار البوق فتتمثل في الحد من تغذيتها في الأماكن العامة ومعالجة مشاكل النفايات وذلك بإبعاد مرمى النفايات عن المناطق السكنية وتعديل حاويات النفايات بطريقة تمنع وصول القرود لمحتوياتها.

كما يقدم البوق بعض المقترحات للتصدي للمشكلة ومنها: استخدام السياجات الكهربية الآمنة على بعض المنشآت الخاصة والمواقع الخدمية والعسكرية المهمة. ويختتم أنه لا بد أن يتزامن ذلك بعمليات خفض مباشر لأعداها وحملات توعية بيئية