مقال : في مجتمعنا لعنه
هناك ثمة قضايا تثير الرأي العام . وتختلف القضية باختلاف عاملها أو المسبب . فهناك قضايا حدثت بفعل فاعل وهناك قضايا انتشرت بفعل مجموعة وهناك عوامل ليس لنا يد في حدوثها كالقضايا التي تأتي بفعل الطبيعة .
بالنسبة لتلك القضية والتي تحدث بفعل فاعل وتثير الرأي العام فهي أخفها برأيي لأنها نتاج تصرف فردي مثل ( قضية برجس المشهور على مستوى الخليج) وتمت معاجلتها بشكل أو بآخر وما يهمني في هذه القضية هي أنها حركت الرأي العام .
أما بالنسبة للقضية التي تحدث بفعل الطبيعة فلنا في حمى الوادي المتصدع أقرب مثال . وأيضا كان لها النصب الأكبر من الرأي العام و تمت معالج هذه القضية .
ما أنا بصدد الكتابة عنه هي تلك القضية التي تمارس من قبل مجموعة ليست بالقليلة وللأسف لم تُحل ولم تحرك ساكنا في الرأي العام .
تلك القضية والتي مُورس الصمت عنها هي قضية إجتماعية مشتركه فالشرع له رأي بها والعلم كذلك وحتى الإجتماع وقد يتدخل التاريخ بتدوين تلك القضية في يوم من الأيام ( مضطر ) إن انتشرت.
تلك القضية هي بمثابة القوه الضاربة لديانة هذا المجتمع الإسلامي واللعنه المسمومه لعادات المجتمع وتقاليده حتى أن لعنة تلك القضية أصبحت تحوم حول تلك الغريزة التي أوجدها ا الله في بين الذكر والأنثى.
عرفت هذه القضية بعدة مسميات . قالوا عنها في المعنى اللغوي الفصيح والمعنى العلمي الشذوذ الجنسي وسميت بالمعنى العامي السائد جنس أو جنس ثالث
قبل عقد من الزمن كنا نسمع عن تلك الفئة المقززة مجرد سمع وإن رأينا ذلك ففي التلفاز . لا أخفي عليكم أني في ذلك الوقت كنت أتوق لرؤية أحد أفراد تلك الفئة من باب حب الإستطلاع أو من باب طرح سؤال سائد بالعامي مفاده إستنكار الفعل بإسلوب ساخر ياخي أنت وش تحس فيه..؟ .
في أحد الأيام وفي الصباح الباكر وبينما أنا متجه لمقر عملي إستنكرت موقفا من بعض الصبية الذين لا تتعدى أعمارهم الـ18 سنة عند أحد الإشارات . ولكني بحسن نية فسرت تلك الحركات والإشارات الموجهة لي بأنها لا تعدوا كونها حركات مرهاقه من صبيه مراهقين . وما إن انطلقت الإشارة إلا وأصبح سائق تلك السيارة يجاريني بالخط ويطلب مني الوقوف . بصراحة إستغربت من طلبه فما المراد من ذلك. توقفت جانبا وفتحت نافذة السيارة ووقف بجانبي وكان الراكب هو المتحدث.
[size=16]وبسرعة البرق وبقمة السفالة قال لي ( تراني مستحيه بسرعه عطني رقمك قبل لا يشوفنا أحد ) .
لا أخفيكم أنه صابني نوع من الإرتباك والإشمئزاز ( الفطري ) من تلك الكلمات .
أقفلت نافذة السيارة وتوجهت إلى عملي .
وما إن قصصت تلك الحادثه لأحد الزملاء حتى قال لي ( يا حليلك زين ما تبلاك )أسألكم بالله جل جلاله هل كانت تلك الطائفة عليها لعنة الله تأتي وتخرج بهذا التبجح .؟
هل كنا نراهم قبل عقد من الزمن ؟
هل كانت المخيمات في منطقة الثمامة وغيرها تزخ بهذا الكم الهائل من أولائك الشواذ ؟
هل سمعنا في يوم من الأيام عن تاجر فاسق وشاذ يقدم لشاذ وفاسق آخر سيارة بمثابة مهر زواج ؟
لم نسمع .
ولكننا سمعنا للأسف
في زمن يُقتل في أبنناء المسلمين في العراق سمعنا بهم
وفي زمن يهان ويداس به القرآن سمعنا بهم
وأخيرا
في زمن يُسب في رسول الله صلى الله عليه وسلم رأينا مع السمع .
أرى ويرى غيري الكثير من مَن هم ألقوا السمع وهو شهود أن ذلك يعود لضعف الوازع الديني
وحينما أذكر ضعف الوازع الديني فأنا لا أذكر كلاما تقليديا مفاده إنشروا الدين فالدين ولله الحمد وصل لكل أرجاء العالم.
ولكني أقصد بذلك رجال الحسبة ( أعزهم الله ) أي نعم فهم من يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وهذا أصدق تفسير لممارسة الوازع الدين على شكله الصحيح .
عندما تم تقنين دور رجال الحسبة للأسف ظهر علينا أولائك الشواذ من كل عرق أصبحت الشوارع تزخ بهم.
فعندما كنا نرى رجال الحسبة في كل مكان ( في الأسواق وفي المقاهي وحتى في الشارع ) لم يكن بمقدور هؤلاء الشواذ لا الخروج ولا التمتع بشذوذهم .
فذلك شاذ يطلب ويأكل في أحد المطاعم دون إستحياء .
وذلك شاذ آخر يجلس عند المرآة بالساعة قبل خروجه للجامعة .
وذلك شاذ جعل من الشارع مكانا يرتاده ليحصل على مبتغاة.
وتلك مجموعة من الشباب قد وضعوا لهم مكانا للتجمع في أحد منتزهات الرياض فأصبحت للأسف منطقة الثمامة أو بالأخص مخيمات العاذرية تزخ بتلك الشرذمة من أفراد المجتمع .
ومن أراد أن يرى بعينة فليس عليه إلا أن يذهب لتلك المنطقة ويدخل لأقرب مخيم متواجد فوالله الذي لا اله إلا هو أن يرى بأم عينه كؤوس الخمر وتمايل الرجال .
عجبا والله أيحدث هذا في بلاد الحرمين .؟
سؤال أضع عليه الكثير من الخطوط والتنبيه عله يوقض العين التي غضة طرفها عن ذلك .
أتمنى من ذات العين طرح وتنفيذ الحلول لسلخ تلك الشرذمه من أفراد المجتمع مع التذكير أن أول الحلول يكمن في :
1/ تفعيل دور رجال الحسبة من جديد
2/ فرض عقوبات قاسيه على تلك الفئة تبدأ من الجلد( الفعلي )وتنتهي بالسجن 4 سنوات على أقل تقدير .
أخيرا
أنا وغيري الكثير معجبين بشخصية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز حفظه الله أمير مدينة الرياض فذلك الرجل يملك من الحكمة والعقل ما من شانه أن يقضي على تلك الحثالة في مدة وجيزة .
والذي أتمنى أن يصل مقالي هذا الى سموه بعد أن كان لمقص الرقيب كامل الحرية عندما تم طرحه في أحد الصحف فتغيرت صيغة ذلك المقال الى قصه قصيرة بفعل المقص.
أسأل الله جل جلاله أن يديم علينا نعمة الدين وكمال العقل
,,ومضه ,,
هذا ما يحدث في مجتمع الرجال فمالذي يحدث يا ترى في مجتمع بنات حواء ..؟
بقلم // تواقيع وحروف
سلمان الحردان
[/size]