(طفلة اللوكيميا البيضاء)
[الهدف من هذا التقرير: أخذ العبرة والعظة و تذكر حال المرضى والتذكير بزيارة المرضى و حمد الله على نِعَمه]
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والـسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه واقتفى بأثره واستن بهديه إلى يوم الدين ..أمـا بعـد
مـن هنـــا بدأت هـذه الزيـارة المـباركـة
....
مدير العلاقات: السلام عليكم
أنا: وعليكم السلام
مدير العلاقات:الفئات العمرية هي:
1- الرجال:
2 بعمر 16 سنة و 6 بعمر ستين سنة وما فوق.
2- الأطفال:
عدد الأولاد 3، وأعمارهم 4 سنوات و 4سنوات و 9 سنين.
عدد البنات 4، و أعمارهن 4 سنوات و 4 سنوات و سنة و 10 أشهر.
أنا: جزاك الله خير يا أخ فلان.
طوط .... طوط .... طوط
نعم، طلبت أن نزور الأطفال ولكن لم أتوقع أن يكون من بين الأطفال أطفالاً رُضَّع
لم يخيل إلي أني سأرى طفلة ً تبلغ من العمر 10 أشهر مصابة بــ سرطان (اللهم ارفع عنهم و احمنا منه).
لم يخيل إلي أن أسمع صوت تلك الأم الممزوج بالعَبرة.
لم يخيل إلي أن يطلب منا أن نقرأ على طفلة.
لــم يخيـل إلي أن أرى تلك الطفـلة ذات 10 أشهـر وهي تلوح بيديـها تودعنـا
أيا من ابتلاكِ الله بطفلٍ مصاب...صبرًا { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ } .
ما أحزنني ذاك الرجل الستنيني
و لم يهزني أولئك الفتية الثلاثة الذين لم تتجاوز أعمارهم ال16 سنة
ولم يهزني منظر ( أحمد ) ذلك الطفل الصغير(6 سنوات) الذي يعالج بالكيماوي و من معه من الأطفال
ولكن
هزني حال الأمهات المرابطات مع أطفالهن
هزني حال تلك الأم التي كانت تقرأ على ابنته
هزني حال ابنتها الرضيعة التي ترى أنها بلا لحم، جلد على عظم
فتستطيع أن ترى معالم جمجمتها بسهولة
وتستطيع أن ترى معالم وتفاصيل مفاصل يديها بسهولة
ما هزني حال الكل ولكن هزتني ذات العام الواحد و أمها.
قلــب يتألــم
عندمــا يرى تلكـ الأم الضعيـفة وهـي تصـارع هـذا الهـم الكبيـر الـذي قـد شغـل قلبـها
قلـب يتألم
عندمــا يرى تلكـ الدموع تهطـل من عينـي تلكـ الأم وهـي ترى مصـاب طفله
هذه الزيارة يا أحبة لم تكن بالنسبة لي زيارة عادية:
فالمستشفى تخصصي حكومي ويحتاج للتنسيق مع الإدارة المعنية
والقسم الذي سنزوره قسم ليس بالعادي
ومن الفئة التي سنزورها فئة الأطفال، وهذه الفئة فئة ٌ خاصة لم نزرها من قبل و لا نعرف كيف ستكون زيارتهم في ظل وجود المرافقين.
أخذت في حسباني هذه الأمور و توكلت على الله وشرعت في مراحل زيارة قسم الأورام - فئة الرجال و الأطفال (النسمات اللطيفة).
(( قد يكون التقرير طويلا ً بعض الشيء ولكن لعلك تدخل فيمن يشملهم الدعاء الأخير ))
]التنســــــــــــــيق
[/size]في يوم الثلاثاء، ذهبت إلى المستشفى وقابلت مدير العلاقات العامة في المستشفى. وبعد تعريفي بنفسي وترحيبه أخبرته أننا مجموعة من الشباب نود زيارة قسم السرطان بالمستشفى ونريد طبيبًا مرافقًا ونريد أن نعرف عدد المرضى و أعمارهم لكي تكون الهدايا مناسبة لهم. فسألني سؤالاً متكررًا ألا وهو: هل أنتم تنتمون لجهة معينة، كجمعية خيرية أو مدرسة ..إلخ. والسبب في هذا السؤال أنهم يريدون أن تكون الزيارة ذات صبغة رسمية، فسيكون هناك طبيب مرافق في الزيارة و سيتم إخطار القسم بقدومنا. المهم أخبرته أننا لا نتبع لأي جهة، فقط مجموعة من الشباب يريدون زيارة إخوانهم في هذا القسم. وعدني خيرًا و أخذ رقم الجوال ليخبرني بالموافقة بعد التشاور مع القسم.
وبعد عدة أيام اتصل و طلب مني خطاب موجه لمدير خدمات المرضى و إن كنا لا نتبع لجهة ما، فأرسلت الخطاب وذيلته برقم بطاقة الأحوال لعلهم يطمئنوا.
ثم الحمد لله جاءت الموافقة و أخبرني بالفئات العمرية الموجودة
فأخبرت الشباب -جزاهم الله خيرًا- الذين كانوا يلحون علي في المشاركة في أي زيارة قادمة
أخبرتهم بوجهتنا و أخبرتهم بأننا سنشتري هداي
والحمد لله كان عدد الراغبين في هذه الزيارة كبيرً
وكان المبلغ الذي جمع من الأخوة لشراء الهدايا كبيرًا لم أتوقعه أبدً
والبعض ساهم في الهدايا ولم يحضر
بل أن أحد الإخوة من منطقة أخرى ساهم معنا أيضاً
هدايـا فئـــــــــة الرجـال
في الحقيقة أن رد المستشفى جاء متأخرًا، فالرد جاء يوم الأثنين والزيارة كانت يوم الأربعاء، فلم يكن هناك وقت كافٍ لشراء الهدايا خصوصًا هدايا الأطفال، لكن الله يسر والحمد له.
انطلقت يوم الثلاثاء عصرًا مع أحد الشباب - جزاه الله خيرًا - بسيارته، وقررنا أن نبدأ بشراء هدايا فئة الرجال...فماذا كانت الهدايا؟
قررنا أن تكون الهدايا مجموعة من العطور المناسبة لهذه الفئة فاتجهنا لمحلات العطور.
دخلنا أول المحلات و طلبنا عطور ذات أسعار مناسبة
فأحضر البائع العطور عطرًا عطرًا وفي كل مرة (يبخ) علينا في أوراق أو في ثيابنا حتى اختلطت علي الرائحة ولكن زميلي كان (فاهم) فطلب قــهوة!!
فتعجبت وتساءلت: ماذا يريد بالقهوة الآن؟ فأحضر البائع القهوة فشمها صاحبي ثم شم العطور...هل عرفتم لماذا القهوة؟
بصراحة (استانست) على القهوة، فصارت القهوة في يدي، أشم العطر ثم ألغي رائحته من أنفي برائحة القهوة النفاذة.
وكلما شم صاحبي عطرًا شمّمته القهوة، فأنا أريده أن يختار العطور بعناية.
لم يناسبنا هذا المحل فانتقلنا لثاني وثالث و رابع وهو الأخير.
دخلنا عليه و قلنا له مثل سابقيه، فأخرج لنا ما أخرج وفي النهاية وضحنا له الأمر وذكرنا له أن هذه العطور نريدها كهدايا لمرضى، فوعدنا بالخير و أخرج لنا عطورًا جميلة في عبوات أجمل، تصلح أن تقدم دون تغليف.
لكن بصراحة ما قدرت أشم العطور!! لأن فيوز أنفي ضربت، لم تنفع القهوة ولن ينفع الشاي إن وجد. أصبحت أشم العطور عطرًا واحدًا.
لكن كنت أثق في ذوق صاحبي فاشترينا العطور و أخذنا (أكياس) صغيرة لكل علبة.
]هـدايــــــــا الأطـفــــــــــــال
]الله يعين كل من أراد أن يشتري هدايا للأطفال.
هدايا الأطفال أشغلت تفكيري، فلا أدري ما الذي يناسب أعمارهم.
فأجريت العديد من الإتصالات بوالدتي الغالية -جزاها الله خير تعبت معي- لأعرف المناسب لهم. وكلما دخلت محلا ً وتأملت في الهدايا أتصل بها و أخبرها بما رأيت حتى توجهني.
و في يوم الأربعاء و بعد معاناة انتهيت من ألعاب الأطفال في الوقت البدل الضايع، قبل موعد الإنطلاق ب3 ساعات.
لكل طفل هديتين و كذلك لكل طفلة هديتين، كلٌ بحسب عمره.
[ولم ننسى بالطبع كتيبات وأشرطة الرقية و أشرطة القرآن و أشرطة التذكير بالصبر،للرجال و للأمهات]
التجـمـــــع و الانـطــــــــلاق
تجمعنا 9 نفرٍ في الوقت المحدد وهو 4:30 عصرًا و توزعنا على 3 سيارات
إحدى السيارات كانت خاصة بالهدايا وفيها 2 من الشباب.
فهدايا الأطفال كانت تشغل حيزًا كبيرًا من السيارة
[ إذا جاءك اتصال في الوقت الحرج يخبرك أحد المشاركين بأنه لن يشارك لظرف ما فلا تنزعج، وإذا وجدت العدد دون المتوقع فأيضًا لا تنزعج ]
الــوصـــــــــــــــــول
عند الوصول توجهنا للمبنى وخرجت لوحدي لكي أتأكد أن التنسيق على ما يرام ولكي أتاكد من تواجد طبيب يرافقنا في الجولة
وصلت إلى قسم السرطان لكنني صدمت و وقعت في موقف حرج
لم أجد لا طبيبًا و لا طبيبة
من سيرافقنا؟! .... لم أدري
توجهت لأحد الأطباء وشرحت له أمرنا فأخبرني أن كان من الأفضل أن نأتي في وقت الدوام وقال : لا يوجد إلا الطبيب المناوب.
فتعاون معنا واتصل به و قال له كلمة جميلة: هل لك من أجر ساقه الله إليك؟
فاستجاب الطبيب المناوب و طلب مني الإنتظار في مكاني حتى يأتيني، فلقد كان مشغولاً في الطوارئ.
طال الإنتظار وكثرت إتصالات الشباب علي يستعجلونني - و حـُق لهم- وبعد أكثر من نصف ساعة دخلنا و أيدينا محملة بالأكياس الكبيرة و مدير الأمن المناوب يرافقنا.
كان كل فرد منا يحمل كيسًا معينًا، فأحدنا تولى زمام الأشرطة والكتيبات، والآخر تولى العطور و البقية كانت الألعاب في أيديهم. وهذا التوزيع يسهل عملية إهداء الهدايا ويشعر المريض أن كل الأخوة مساهمين في الهدايا و يشعر المريض أيضًا بالفرح أكثر من مرة. فأحدنا سيقدم له العطر، ثم يتفاجأ أن الآخر يقدم له شيئًا آخر وهكذا.
قســــــم الرجــــــــــــــال
كان قسم الرجال صغيرًا قليل الأسِرَّة، وفي حال عدم توفر مكان في القسم ينوم المريض في أي قسم آخر.
أول الرجال كان عمره في التسعينيات (90 و فوق)، كان ممدًا على الفراش الأبيض ومعه ابنه الشاب.
سلمنا عليهما جميعًا و تولى زمام مؤانسة المرضى (السواليف الخفيفة) صاحبي الأول صاحب العطور جزاه الله خيرًا.
مكثنا قليلاً ثم أهديناه العطر و أهدينا لولده الكتيبات والأشرطة ثم انصرفنا.
عندما رأيت هذا الرجل شعرت أن به عافية وصحة، كان وجهه منور غير شاحب، ترى وجهه تستبشر.
المريض الثاني و الثالث و الرابع كانت أعمارهم بين 15-16 سنة.
دخلنا على الأول وسلمنا عليه و (سولفنا معه شوي)
ثم أهديناه الهدايا فتبسم وشعرنا بفرحته خصوصًا أن الذي قدم الهدية قال له: هذه هدية من إخوانك.
أما الثاني فكانت آثار الكيماوي واضحة، فوجهه كان خاليًا من الشعر
استوى و جلس على سريره والبسمة والطيبة تعلو محياه
سلمنا عليه و أهديناه الهدية فمادرى -رفع الله عنه- كيف يشكرن
تهللت قسمات وجهه وفرح حتى فرحنا لفرحه
أما الثالث فكان الدخول عليه فيه إشكال، إذ أننا لا نستطيع أن ندخل عليه كلنا لأنه في مرحلة التشخيص و إجراء التحاليل.
فيجب أن لا يدخل عليه إلا عدد قليل من الزوار خوفـًا من انتقـال أي عدوى.(هكذا أفهمنا الطبيب).
دخل (مؤنس المرضى) ودخلت معه ولبسنا (القفازات) قبلها ودخلنا عليه. هذا الشاب الغض الذي يعد في عرف المستشفيات طفلاً كان أكثر نشاطًا من غيره. سلمنا عليه ورحب بنا واستأنس بزيارتنا وأخبرنا أنه دخل القسم البارحة، وطبعًا مؤنس المرضى ما قصر في السواليف اللطيفة، فقد كان يرفع همة هذا المريض الصغير الجديد.
وعندما أعطاه الهدية لا تسل عن ذاك البريق الذي رأيته في عينيه، و لاتسل عن تلك التعابير التي غطت وجهه.
عندما أعطيناه الهدية كأننا أعطينا كنز! تهللت أساريره ولم يدري ماذا يقول لنا. فدعى لنا وشكرنا ثم انصرفنا.
بعد ذلك دخلنا على 4 مرضى رجال كبار في السن، سلمنا عليهم وأهديناهم العطور و الأشرطة والكتيبات.
وبذلك اكتمل النصاب ... 8 من قسم الرجال. وبقي ......
قســـــــم الأطفـــــــــــــال]كان قسم سرطان الأطفال منفصلا ً عن الرجال، بل كان منفصلا ً عن المبنى، فقد كان في مبنى آخر.
توجهنا إليه برفقة مدير الأمن الشاب الطيب ثم توجهت أنا وإياه إلى القسم للتأكد من مرافقة الطبيب المناوب الخاص بهذا القسم.
كان هذا القسم لديه خبر عن الزيارة لكن الطبيبة المناوبة ما عندها علم. فاتصلت الممرضة عليها وأخبرتها بالوضع ثم كلمتني الطبيبة وأخبرتني أنها لا تدري عن شيء لكن لا بأس أن تزوروا المرضى برفقة إحدى الممرضات في ظل مسؤولية مدير الأمن.
عندما دخل الشباب وهم محملين بالهدايا فرح طاقم التمريض النسائي بالهدايا و أحجامها الكبيرة مما أثار رغبتهن في امتلاك أيًا منها.
عينوا لنا ممرضة ترافقنا و ياليتهم لم يعينوا تلك الممرضة الشرق آسيوية!
أجمع الشباب أن بها خلل ما، كانت كثيرة الكلام ..تتكلم معنا وكأنها تعرفنا منذ زمن.
قبل أن ندخل، تقوم بطرق الباب و الدخول لوحدها وتنبيه المرافقة (الأم) وتطلب منها أن تضع الحجاب ثم
تأتي إلينا وتقول: هذا طفل مسكين..عنده كذا وكذا..اسمه كذ
(وتعقد حاجبيها!..وترسم على وجهها ملامح الحزن والرأفه! )
فنسألها عن العمر حتى نجهز الهدية
[أغلب الأطفال مصابين بــ سرطان الدم ... اللوكيميا. رفعه الله عنهم وعن جميع المسلمين]
أول الأطفال كانت طفلة عمرها 10 أشهر.
دخلنا عليها ووجدناها تلعب جالسة على السرير الأبيض و أمها محجبة بالكامل واقفة في الناحية الأخرى من السرير
عندما رأيتها شعرت ببراءة الطفولة، شعرت بالنقاء والصفاء، كانت تلعب بيديها وسط السرير الكبير وتبتسم ببراءة.
تبتسم وما تدري ما به
تبتسم وأمها بــالكاد تبتسم....(اللهم أنزل السكينة على أمهاتهن)
قبلتها وجاء الشباب ليروها و يعطونها الهدية
البعض مازحها و حاول ملاطفته
وأعطينا أمها الأشرطة والكتيبات.
ثاني الأطفال كان طفلاً ذو 7 سنوات.
دخلنا عليه وكان جالسًا في وسط السرير، وأمه على الكرسي ترحب بنا وتشكرن
سلمنا عليه و أعطيناه الهدية المناسبة لعمره ففرح كثيرًا و شكرتنا أمه ودعت لنا ثم خرجنا.
أحمد كان الثالث، دخلنا عليه وعنده أمه و أباه.
فرح والده بزيارتنا وفرح أكثر عندما أعطينا أحمد تلك الهدية
كانت آثار الكيماوي واضحة على أحمد ذو ال6 سنين.
مازحناه ولاطفناه وسلمنا عليه وانصرفنا.
ثم زرنا باقي الأطفال المتواجدين وقتئذٍ ، والأطفال الغير متواجدين تركنا هداياهم بأسمائهم عند الممرضات
فبعض الأطفال يحضرون لجلسات الكيماوي ثم يعودون.
لكن ما هزني ... طفلة اللوكيميا البيضاء
دخلنا على طفلة تلبس الأبيض نائمة على سريرها الصغير، عمرها عام واحد.
رأيت آثار المرض واضحة على جسدها، عندما ترى وجهها ترى أن الجلد على العظم..ملامح جمجمتها واضحة.. وملامح عظام يدها و مفاصلها واضحة..كانت هزيلة
لم أرَ مثل هذه الآثار في باقي الأطفال
نحن دخلنا ثلاثة..أنا و مؤنس المرضى و من يحمل الهدية الخاصة بهذا العمر.
كانت أمها واقفة بجانب السرير محجبة حجابًا كاملاً، فقالت لمن كان يحمل الهدية: اقرأ عليها.
فقال لها: أنا ما أعرف.. شوفي هاذولي المشايخ الإثنين.
فقالت لي: اقرأ عليها.
فقلت لها: يا أمي، توكلي على الله واقرئي عليها أنتِ..فقراءتكِ خيرٌ من قراءتي إن شاء الله.
فقالت: أنا أقرأ عليها.
فقلت لها: لا بأس، اقرئي واجعلي يقينك و إيمانك بالله كبيرين، و خذي هذه الأشرطة وهذا الكتيب فيها طريقة الرقية وفيها سورة البقرة.
وحاولت تصبيرها وكذلك الإخوان الذين معي.
عندما تكلمت الأم ونطقت شعرت أنها تكلمت من فرط المعاناة والحزن والألم والسعي لإيجاد أي حل لابنتها المريضة جدًا، والذي حالها لا يقارن بالباقي.
تكلمت بذاك الصوت الممزوج بالعَـبـرة والتوسل.
تكلمَـت و ياليتني لم أسمعها.. فقد هزني حالها و تألمت لألمها..تألمت وهي لم تشتكي بعد.
تألمت لأني رأيت ابنتها المسكينة..تألمت لأني خشيت أن صبرها على هذه الآلام و المعاناة ينفذ.
[ أيتها الأمهات..صبرًا صبرًا فإن فرج الله قريب ولن يغلب عسر يسرين]
إني أوصي كل من يقرأ هذه التقرير من أخواتنا الفتيات و أخواتنا الأمهات أن يبادرن في تصبير أخواتهن المرابطات مع أطفالهن في أي قسم سرطان بل في أي قسمٍ كان.
فقد قال صلى الله عليه وسلم:
" من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة و من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة . و من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة و الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه و من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة و ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده و من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه " . رواه مسلم
وقال صلى اله عليه وسلم:
" مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى " رواه مسلم
الخـتــــــــــــــــــــــام
بعد أن انتهينا من زيارة الأطفال، شكرنا مدير الأمن المناوب الذي قال لي متسائلاً: إن شاء الله لي نصيب من الأجر معكم؟
والذي قد قال لأحدنا: سامحونا على القصور و أخاف إن فلان (أنا) زعلان منا.
شكرنا هذا الرجل الطيب وشكرَنـَا فجزاه الله خيرً
ثم توجهنا للمسجد لأداء صلاة المغرب تتقاذفنا الأفكار و (الهواجيس) يمنة ً ويسرة
تتقاذفنا تلك اللحظات التي لم تنتهي بعد
تتقاذفنا أصوات الأمهات بالترحيب والشكر و الرجاء
تتقاذفنا صور بعض الأطفال و بعض الشيب و الشباب
تتقاذفني صورة أحمد بوجهه الخالي من الشعر
تتقاذفني صورة ذات العام الواحد (طفلة الـ... البيضاء) وأمه
إ يـيـيـيـيـيـيـيـيه
[ قال صلى الله عليه وسلم:
"من أصبح منكم آمنا في سربه ، معافى في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها" حسن- صحيح الجامع ]
ثم قفلنا عائدين ولسان حال كل واحدٍ من
كما هو حال لسان حالكَ الآن
الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به و فضلنا على كثيرًا ممن خلق تفضيل
[ قال صلى الله عليه وسلم:
"من رأى مبتلى فقال الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا لم يصبه ذلك البلاء " صحيح - صحيح الجامع ]
قفلنا عائدين وقد زرعنا ابتسامة مشرقة في تلكـ الوجوه المتألمـة بمصابهـا
قفلنا عائدين وقد كسبنا كثيرا من دعوات أولئك الآباء والأمهـات
قفلنا عائدين ونحن نحمد الله على ما امتن به علينا من صحة وعافية.
فالحمد لله على نعمة الصحة والعافية
أسأل الله الرحمن الرحيم
اللطيف الودود
الحي القيوم
أن يمن على هؤلاء المرضى بشفاء عاجل
و أن يفرج هم أهليهم وذويهم
و أن يجبر كسرهم و يجلي مصابهم
و أن يرزقهم الصبر والثبات
والرضا بقضائه و قدره
و أسأل الله أن يشفي ذات العام الواحد
و أن يجعل أمها من الصابرات المحتسبات
إنه على كل شيء قدير
و أسأل الله الذي لا يعجزه شيء في الأرض و لا في السماء
الرحمن الرحيم
اللطيف الودود
أن يشفي مرضى المسلمين المصابين بالسرطان و كل مرض خطير و كل الأمراض.
وأن يديم نعمة المستشفيات و يجزي القائمين عليها خيرً
آمين..آمين..آمين
من خواطر الشباب
[size=16]
عندما ذهبنا إلى قسم الأطفال
ورأيت حال الأمهات مع أطفالهن فكان مما يُدمع العين ويُحزن القلب
فتذكّرتُ أن أحداً لـن يحرص عليك - أكثر من نفسه- إلا الأب والأم
الحمد لله على نعمة العافية
بصراحة لا أدري ما أقول فالموقف أكبر من أن تُعبر عنه كُــليمات
___________
أراد الله أن أقف على أرواح .. أوقفهم الخالق ابتلاء وامتحان ولا يملكون إلا التسليم والخضوع
شاب أعنف طيشا وعتوا من الموجة على بحرها في يوم ريح عاتية ممدد على الفراش بغير حول منه ولا قوة
حلو المنظر لكن طعمه بدا على كاهله موحيا بمرارته
طلق الوجه لكن له أبعادا آلمني ظاهرها وخفي عني باطنها