الدب الروسي يواجه الطاحونة الهولندية بيورو 2008
فيينا/ لم تقتصر فائدة الفوز الثمين الذي حققه المنتخب الروسي على نظيره السويدي 2-0، في ختام مباريات الدور الأول لبطولة كاس الأمم الأوروبية يورو 2008 بالنمسا وسويسرا، على تأهل الفريق الروسي لدور الثمانية وزيادة شهرته ومكانته على الساحة الأوروبية فحسب، وإنما امتدت لتضاعف من شهرة الهولندي جوس هيدينك المدير الفني للفريق.
واظهر هيدينك انه أحد افضل المدربين في العالم عندما تكون المهمة هي وضع فريقه في القمة في الوقت المناسب.
وبعد الهزيمة التي مني بها المنتخب الروسي أمام نظيره الأسباني 1/4 في افتتاح مباريات الفريقين بالدور الأول للبطولة تضاءلت ترشيحات المنتخب الروسي لعبور الدور الأول، ولكن مع الفوز الثمين الذي حققه المنتخب الروسي في الجولة الثانية من مباريات البطولة على نظيره اليوناني حامل اللقب، عادت الترشيحات لتشير إلى إمكانية تأهل المنتخب الروسي إلى الدور الثاني في البطولة.
وأكد الأداء الذي قدمه المنتخب الروسي أمام نظيره السويدي الأربعاء الماضي في مدينة انسبروك النمساوية وفوز المنتخب الروسي بهدفين سجلهما رومان بافليوتشينكو واندري ارشافين الفائز بلقب افضل لاعب روسي هذا العام، أن المنتخب الروسي اصبح قوة لا يستهان بها.
ولذلك فإن المنتخب الهولندي لن يجد الطريق مفروشا أمامه بالورود عندما يلتقي نظيره الروسي اليوم في مدينة بازل السويسرية في دور الثمانية للبطولة، ويدعم موقف المنتخب الروسي وجود المدرب الهولندي هيدينك في قيادته حيث يمتلك هيدينك سجلا رائعا في عبور دور المجموعات في البطولات الكبيرة.
وقاد هيدينك منتخب كوريا الجنوبية لاحتلال المركز الرابع في بطولة كاس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان وهو نفس الإنجاز الذي حققه مع المنتخب الهولندي في كأس العالم 1998 بفرنسا.
كما قاد هيدينك المنتخب الأسترالي إلى الصعود للدور الثاني في كاس العالم 2006 بألمانيا، وذلك في أول مشاركة للمنتخب الأسترالي في نهائيات كاس العالم منذ 32 عاما.
ويأمل هيدينك حاليا في الصعود بالمنتخب الروسي إلى المربع الذهبي في يورو 2008 بعد عامين من توليه مسئولية تدريب الفريق وربما يأمل بعد ذلك في الوصول للمباراة النهائية للبطولة.
وقال هيدينك في تعليقه على المنتخب الهولندي ومديره الفني ماركو فان باستن، إنها مباراة ذات طابع خاص لأنني اعرف اللاعبين ومدربهم كما عملت مع العديد من أعضاء الفريق، لكننا نلعب بأسلوب الأداء الذي يفضلونه، ولذلك ستكون مواجهة مثيرة.
ويعتقد هيدينك بان الإنجاز الذي حققه فريقه في يورو 2008 يمثل البداية فقط لشيء أكبر بالنسبة لكرة القدم الروسية بعد أن استعاد الدوري الروسي عافيته بعد سنوات من الفوضى التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفيتي السابق عام 1991.
وسقط المنتخب الروسي وديا أمام نظيره الهولندي 1/4 في العاصمة الهولندية امستردام في فبراير 2007، ولكن هيدينك يعتقد أن فريقه يختلف تماما عن الفريق الذي سقط أمام هولندا قبل 16 شهرا، وقال اشعر بسعادة بالغة لأن الفريق وصل سريعا، عندما تقارن هذا الفريق بالفريق الذي واجه هولندا قبل عام تجد أن الفارق هائل، إننا الآن نقوم بالفعل اكثر من رد الفعل.
رغم هذه التصريحات المتفائلة لن يكون الأمر سهلا أمام روسيا وهيدينك مطلقا، حيث أن الطاحونة الهولندية يبدو أنها قادمة بقوة لتقول كلمتها في هذا المحفل الكروي الأوروبي، وبالنظر لنتائجها في الدور الأول، نجد أن هولندا باتت أقوى المرشحين للقب، حيث سبق وفازت على فرنسا وإيطاليا في أكبر مفاجآت البطولة، كما فازت على رومانيا بفريق أغلبه من الاحتياطيين الذين أثبتوا جدارة وقوة، كما منحوا فان باستن المزيد من الثقة وأعطوه الكثير من الخيارات في التغيير والتبديل، هذا بالإضافة للراحة التي تمتع بها نجوم الصف الأول في المنتخب الهولندي.