بكين/ بدأت الشعلة الأولمبية أمس، أكثر مراحلها حساسية في الصين وسط إجراءات أمنية مشددة في منطقة سيجيانغ المسلمة التي تشهد توترات اتنية قبل محطتها في التيبت السبت القادم.
وتحاط الشعلة بانتشار أمني كثيف وقد قطعت اورومكي عاصمة المنطقة التي يسكنها أكثر من مليوني نسمة، وأدت عمليات التدقيق الأمنية إلى الحد كثيرا من الحركة في المدينة، وقبل الوصول إلى ساحة الشعب من حيث انطلقت الشعلة أمام جموع لم تتعد الثلاثة آلاف كان ينبغي المرور عبر جهاز لرصد المعادن وتفتيش الحقائب.
وتؤكد بكين أنها تخشى أعمالا إرهابية تستهدف الألعاب الأولمبية التي تستمر من الثامن من أغسطس إلى الرابع والعشرين منه يشنها انفصاليون من سيجيانغ، لكن الكثير من مسلمي المنطقة يرفضون هذا الاتهام معتبرين أن الحكومة المركزية تستخدمه ذريعة لتبرير إجراءاتها القمعية الهادفة إلى القضاء على ثقافتهم.
وقد تم الوقوف دقيقة صمت قبل انطلاق الشعلة إحياء لذكرى ضحايا زلزال سيتشوان في 12 مايو ومن ثم اضيئت الشعلة أمام نصب تكريمي للجيش.
وقد شجعت السلطات سكان سيجيانغ على البقاء في منازلهم بسبب مخاوف أمنية، وقال مسؤول محلي رفيع المستوى في مجال الرياضة اعتبرنا أن جموعا غفيرة قد تسمح بانتشار عناصر مخلة بالأمن لذا اقترحنا على الجميع متابعة مسار الشعلة عبر التلفزيون.
وفي اورومكي حذرت السلطات من أي شعارات قد تضر بالأمة أو بالمدن التي تمر بها الشعلة، وبعد اورومكي ستعبر الشعلة ثلاث مدن أخرى في المنطقة حتى الغد حسب البرنامج الرسمي، وينتظر أن تكون اليوم الأربعاء في كاشغر على طريق الحرير السابقة ومن ثم الخميس في شيهيزي وشانغجي.
وتدخل الشعلة بعد ذلك لاسا عاصمة التيبت السبت حيث تبقى النهار بكامله، لكن اللجنة التنظيمية لم تؤكد هذا الجدول الزمني حتى الآن، ولا يزال الغموض يلف مسار الشعلة في هذه المنطقة التي شهدت في مارس تظاهرات مناهضة للصين منذ أعلنت بكين التخلي عن خطة أولية كانت تقضي ببقاء الشعلة ثلاثة أيام بعد الزلزال المدمر الذي ضرب إقليم سيتشوان المجاور.